تعديل

التسميات

الاثنين، 25 نوفمبر 2013

الإرهاب يعيد سيناء إلى عهد الاحتلال الإنجليزى

- الرعب يسيطر على الأهالى والأمن يلجأ لاعتلاء أسطح المنازل لحماية المواطنين والقوات
- الدروس الخصوصية بديلة عن المدرسة لخوف الأهالى على ابنائهم
- المنشآت الحكومية محاصرة بالتلال الرملية والكتل الخرسانية لمنع الهجمات


تلال رملية وحواجز اسمنية وخرسانية وأكوام من مخلفات المباني انتشرت في شوارع مدن محافظة شمال سيناء للمساعدة فى تفادي هجمات المسلحين على المنشآت الأمنية "الشرطية والعسكرية"، فضلاً عن المنشآت الحيوية.

صورة تعيد للأذهان أيام الاحتلال الإنجليزي حينما كان يستهدف الفدائيين، ولذلك لجأوا لاستخدام نفس الحيلة لتفادي سقوط ضحايا منهم وليتمكنوا من الهرب وضمان عدم ملاحقة الجيش الإنجليزي لهم.

هذا الواقع أصبح يعيشه سكان شمال سيناء منذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي، وقد رصده "صدى البلد" بالصورة خلال جولة استمرت عدة ساعات للتنقل من العريش إلى رفح والعكس في مسافة كان من المفترض ألا تستغرق أكثر من 45 دقيقة، ولكنها أصبحت تمثل حالياً معاناة يومية يحياها المواطن السيناوي بشكل مستمر خاصة العاملين بالتعليم، حيث أصبح الخوف يملأ أعينهم فى رحلة الذهاب والعودة خشية أن تطولهم رصاصات الغدر الإرهابية بعد تمكن عناصر مستاجرة من جانب الجهاديين من الاختباء وسط الكتل السكانية لاستهداف أفراد الجيش والشرطة، خلال دورياتهم الأمنية لحماية المواطنين العزل.

أصبح الحزن يكسو الوجوه ويطفيء لمعة العيون وترى الرجال شاردين يفكرون في مستقبل أبنائهم في ظل أحوال أمنية لم تشهدها المحافظة منذ عهد الاحتلال الإسرائيلي، فالأطفال أصبحوا حبياسي المنازل أنساهم الإرهاب لهو الشوارع بعدما تحولت إلى ما يشبه ساحة قتال ما بين مطاردات قوات الأمن للعناصر الإرهابية وهجمات مفاجئة تستهدف المنشآت وأفراد الأمن.

ولا يستطيع الزائر للوهلة الأولى تحديد معالم تلك المدينة التي اعتادها من قبل والتي تغيرت خلال الأشهر القليلة الماضية، أما قائدو السيارات فأصبحوا لايعرفون طريقهم بعد الدخول إلى الحوارى نتيجة إغلاق الطرق الرئيسية ولا يتعرفون عليها إلا بعد إرشاد الأهالي، وهذا الأمر كلف عددًا من الشباب حياتهم نتيجة المرور الخاطئ والاقتراب من أماكن يحظر الاقتراب منها، ونتيجة للتشديدات الأمنية لقي شاب مصرعه أمام مبني النيابة العسكرية بالعريش وآخر لقي مصرعه أمام استراحة محافظ شمال سيناء.

وأجهزة الأمن تمتلك العذر بأنهم لايعرفون نية أو هوية القادم إليهم، بعدما لقي أكثر من 100 ضابط ومجند مصرعه نتيجة مرور سيارات مجهولة بتلك الأماكن كانت تستهدف أفراد الجيش والشرطة باسلحة أو بسيارات مفخخة أو زرع عبوات ناسفة، وفى الأماكن القريبة من المواقع الحيوية يبدأ الليل مبكرًا، حيث تغلق المنازل من السادسة مساء وتخلو المقاهي من روادها وتشهد المحلات حالة من الكساد لدرجة أن صيف هذا العام مر علي سيناء دون أي نشاط أو تفعيل لأنشطة الصيف وباتت المدينة في شلل تام.

والمواطن السيناوى أو المقيم لم يجد أمامه سوي غلق أبواب منزله على أبنائه، مفضلين حضور المدرسين إليهم عن الذهاب إلى المدارس ويقوم الرجال بشراء احتياجات الأسرة بدلاً من خروج النساء أو الأبناء إلى الأسواق.

ولم يختلف الحال كثيرًا عند المنشآت الحكومية التي لجأت هي الأخرى إلى بناء مصدات خرسانية وحوائط اسمنتية للوقاية من رصاص الإرهابيين، التي استهدفت أفراد الأمن القائمين بتأمين هذه المنشآت حتى البنوك وديوان عام المحافظة والوحدات المحلية لجأت إلى هذا الأسلوب، إما بتلال الرمال لإعاقة حركة السيارات أمامها أو بجدران اسمنتية مع استخدام الأبواب الجانبية عند التعامل مع العملاء.

ويعتلى أفراد الأمن المنازل في أحياء المساعيد والعريش والشيخ زويد لرصد حركة الشارع والمساعدة فى تقليل الخسائر في الأرواح بين المواطنين ورجال الأمن، علاوة على زرع الكاميرات السرية بعدد من المناطق التي يتم استهدافها ووضع دوائر تلفزيونية لمتابعة أي تحركات مريبة حولها.

وفى الشارع الرئيسي المؤدي إلى مديرية الأمن تجده مغلقًا بأكوام من الرمال وهكذا الحال في الطريق المؤدي إلى ديوان عام محافظة شمال سيناء وحواجز أمام مبني المخابرات وأقسام أول وثان وثالث بالعريش ولم يجد السائقون سوي الدخول في شوارع فرعية وداخل أحياء المدن تفاديًا لعدم المرور أمام الأكمنة الأمنية أو المنشآت الشرطية والعسكرية وفى الشيخ زويد لا يختلف الحال كثيرًا عن مدينة العريش.

ولجأ الأمن إلى تحويل مسار الطريق الدولى قبل الكمين ليتخذ السيارات والمارة طرق فرعية حتى الخروج من المدينة وسط حالة من الخوف سيطرة على المواطنين لقرب القرى التى يتم مداهمتها منهم وهى قرى جنوب الشيخ زويد والتى تتمركز فيها الجماعات الإرهابية الذين يلجأون أحيانًا للاختباء وسط الكتل السكنية بالشيخ زويد للاحتماء وسط الأهالى واتخاذهم فى بعض الأحيان دروع بشرية للافلات من المتابعات الأمنية.

ورفض بعض أهالى شمال سيناء الذين التقاهم "صدى البلد" لمعرفة رأيهم فى تغيير معالم المدينة خوفًا من الإرهاب، الحديث إلا القليل وكان كلامهم مقتضبا جدا خوفا على حياتهم.

وقال أحد المواطنين: "أرض الفيروز يضربها الإرهاب وتنعي بحزن شهداء الوطن الذين يتساقطون يوما بعد آخر، والأطفال لم يبق علي لسانهم إلا الأمنيات بأن يصبح ضابطا بالجيش أو الشرطة لحماية بلده والحفاظ علي تراب البلد".

وأكد أحد المدرسين، أن رحلة الذهاب والعودة لمدارسهم تمثل رحلة عذاب في ظل عدم وجود وسائل مواصلات ثابتة ومضاعفة الأجرة وإغلاق الطريق الدولي عند حدوث أي عملية إرهابية، وكذلك طول المسافة التي تجاوزت الحد بسبب عدم السير على الطريق الدولي.

ولفت إلى خطورة الرحلة عليه هو وزملائه خاصة ممن يخدمون في المدارس الموجودة في العمق حيث لا توجد وسائل مواصلات ويسيرون على الأقدام لأكثر من 3 كيلومترات للوصول إلى مدارسهم.


المصدر:
البلد
 

0 التعليقات :

إضغط هنا لإضافة تعليق

إرسال تعليق

Blogger Widgets